الشيخ الخازني والفرق بين البروتستانت والبروس
* رسم للبطريرك الماروني يوسف حبيش الذي شغل الكرسي البطريركي بين ١٨٢٣-١٨٤٥م
أمت بيروت، في القرن الماضي، ارساليات البروتستانت، وأخذت تقوم بنشاطات في بعض المناطق اللبنانية، واشتهت في تلك الحقبة، نكتة "انكلزلي بانكلز لك " (أي إدفع لي حتى اؤيدك) وبخاصة في كسروان، فهب البطريرك الماروني يوسف حبيش (1823-1845)، لتطويق نشاط الارساليات، تحوطاً من تأثيرها، وأصدر منشورين، دعا فيهما أبناء طائفته، الى مقاطعة البروتستانت، مهدداً كل مخالف. وبدأ يعقد الاجتماعات مع رجال الاكليروس، لتنظيم المواجه.
وفجأة ألمت وعكة صحية بالبطريرك الحبيشي، اضطرته الى ملازمة الفراش، والانقطاع عن حملته على البروتستانت مما استدعى انتباه العديدين، فقصد الوجهاء بكركي للاستفسار. وصادف أن عاد شيخ خازني، من الصرح البرطريركي، فتحلق حوله الجيران، يسألونه عن غبطته، ولكن الشيخ الخازني ارتبك، ولم يجب، كأنه يخشى البوح بما يعرف. وألحّوا عليه أن يتكلم. فقال بعد تردّد، إنه قابل غبطته في الفراش. غير أن الشيخ بقي يخفي شيئاً، وارتباكه ازداد مع الإلحاح عليه، بأن يكمل حديثه. وأخيراً انفكت عقدة لسانه، وقال: "يا عمي، بعد ما شفت سيدنا البطرك قاعد بالفرشي، سألت الخوارني عن السبب، وشوشني وقال: بقولو بروتستا!"
وتبعاً للموقع الاجتماعي للشيخ، راح الخبر ينتشر، ويكبر.
ومرّ الشيخ فضل الخازن (جد الشيخ كلوفيس الخازن لأبيه)، في ساحة جونيه، فألتقى جمهرة من الناس. وإذ سأل عن الغاية من هذا التجمع، تقدم أحدهم، وقال بعد التحية:
"يا عيب الشوم، البطرك صار منهم! "
ولما استوضحه الشيخ فضل، عما يقصد، قال:
"قرايبك زار بكركي، وعلم من الخوارني، إنّو البطرك صار مع البروتستان."
فأدرك الشيخ فضل، الخطأ اللفظي، وقال لهم:
"روحو انضبو... البطرك معو بروستات!"
*من كتاب من كل "وادي عصا" ص. 64، للدكتور سلام الراسي