نحن هنا...
هنا لا جائحة تمنعنا من الكلام، ولا جائرة تمنعنا من التعبير.
هنا بيروت. هنا لبنان. وهنا صفحاتنا البيضاء التي ستمتلئ نصوصاً وصوراً وأصواتاً.
هنا المدينة العتيقة مكاناً والمدينة المنهوبة زماناً. هنا تصدّعنا وانتشرنا. هنا تصدّعنا وانكفأنا. وهنا اعترضنا واعترضنا حتى صار الصوت مكتوماً وإن علا. وهنا علا الصوت في ١٧ تشرين ٢٠١٩ بعد ان خَفَت في مدن حولنا.
من هنا من زمان بيروت، من ايحاءاتها تأسس موقعنا. من هنا خرجت "هنا بيروت" من مخاض تجاربنا واهتماماتنا وقضايا قريتنا الكونية، ركنا إعلامياً منفتحاً على الاختلاف ومستقلاً بتمويل ذاتي ومساهمات مجانية.
إنها تجربة أو مجموعة محاولات، ليبقى لبعضنا وطن وهوية وصوت في الشأن العام، لأن الشأن العام شأن العامة، ولأننا مواطنون نبتنا في بيروت او حولها وحول همومها.
ستحاول "هنا بيروت" الالتزام بالموضوعية والتوازن واحترام الاختلاف وتفعيل النقد المهني، في مهنة يصعب فيها تطبيق هذه العناوين لأنها ليست قراراً لفظياً فحسب، بل "ادّعاءً" يحتاج برهانه الى ممارسة ومجهود مستمرين.
هنا، سنحاول أيضاً استقطاب مفكرين وكتّاب محترفين وحديثين، بعضهم مغترب، لتكون "هنا بيروت" منبراً يطل على قضايانا وعلى العالم برؤى وتجارب جديدة وأصوات جديرة، من خلال عدسة حقوق الانسان والعدالة الاجتماعية كمعيار أساسي للمقاربات.